Pages

Labels

Rabu, 30 Oktober 2013

نظرية التطور

الإسلام ونظرية التطور
قبل أن نبدأ بيان موقف الإسلام من نظرية التطور, لا بد من إيضاح ثلاث حقائق هامة.
الحقيقة الأولي : وتتعلق بالنصوص الشرعية المعتمد عليها في العقائد الدينية. ومتي يجوز صرف هذه النصوص عن ظاهرها ومتي لا يجوز.
نقول : إن النصوص الشرعية المعتبرة تنقسم من حيث درجة ثبوتها بصفة رئيسية إلي ثلاثة أقسام : وهي المتواترات, والمشهورات, والآحاد. والمعتبر في العقائد هو المتواتر والمشهور, لأن التواتر يعطي يقينية الثبوت, والشهرة تعطي الطمأنينة (( وهي درجة بين اليقين والظن )) وأما الآحاد : لا تعطي إلا ظنا في الثبوت وبهذا لا تعتبر في العقائد. لأن العقائد لا تجب إلا بدليل قطعي من العقل أو من النقل, ولنعد إلي المتواتر والمشهور ونقول : إن كلا منهما منه ما هو متعين المعني, ومنه ما هو ظاهر المعني. والنص المتواتر أو المشهور المتعين المعني لا يتصادم مع الدليل العقلي القطعي الصحيح. وبهذا لا يجوز تأويله بحال, وأما الظاهر المعني منهما فلا يجوز تأويله إلا إذا قام دليل عقلي قطعي علي خلاف هذا الظاهر.
الحقيقة الثانية : وتتعلق بمقاصد الشريعة الإسلامية ونقول : إن مقصد الشريعة وسائر الشرائع السماوية هو- هداية البشر إلي ما يصلحهم في دنياهم وأخراهم- ببيان علاقتهم بربهم, وما يجب عليهم من الإعتقاد بالله في ذاته وصفاته وما إلي ذلك من الواجبات التي يتوقف عليها حال البشر في الدنيا والآخرة. وليس من غرضها تفصيل العلوم الكونية ولكنها قد تتعرض لشيء من ذلك مجملا أو مفصلا لخدمة مقاصدها فقط فإذا تحدثت عن شيئ من ذلك كان حديثها عنه ليس لذاته بل للاستعانة به علي إيضاح غرضها.
والحقيقة الثالثة : وتتعلق ببيان موقف الإسلام من القوانين الطبيعية والأسباب التي تحدث عندها الحوادث في العالم. وموقف الأشاعرة في هذه المسألة ملخص في أن هذه الأسباب عادية وليست مؤثرة بذاتها ويصور(( حسين افندي الجسر )) مذهب الأشاعرة في كتابيه (( الرسالة الحويدية )) و (( الحصون الحميدية )) بطريقة تلائم مناقشة الماديين في عصر الحديث.
وفحوي هذا التصوير : أن الله الذي خلق السكون وضع في تكوين هذه الكائنات وتصوير تلك العوالم أسبابا وقوانين جرت عادته تعالي في إحداث هذه الحوادث عندها.
التطور عند هيكل :
أولا : أن طريق حدوث تنوعات العالم هوالنشوء بمعني أن السديم تكون من أجزاء الأثير, وتكونت العناصر في الأرض. وكذالك المعادن, والمكون الأول (( البروتو بلازم )) وأخذ هذا الأخير يترقي ويتوالد حسب النظرية حتي بلغ هذه الكثرة من التنوعات النباتية, والحيوانية طبقا لقوانين النظرية وإن كان (( دارون )) نفسه كما سبق أن قدمنا لم يطبق قوانين النشوء والإرتقاء إلا علي الأحياء.
و ثانيا: أن إنسان حيوان و تدل المشابهة بينه و بين القرد على أنهما من أصل واحد ، أو أن لإنسان متطور عن القرد.
و ثالثا : أن الحياة و عقل الإنسان ما هما إلا ظواهر من ظواهر المادة و تفاعلاتها و الفرق بين العقل الإنسان و الحيوان إنما هوا فرق فى الدرجة لا فى النوع.
النقطة الأول وهي طريق حدوث التنوعات فى الكائنات هل هو النشوء أم الخلق ؟ نقول : إن نصوص الشريعة الإسلامية المتواترة أو المشهورة التى يعتمد عليها فى الإعتقاد لم تتحدث عن كيفية الخلق أو طريق تنوع التنوعات، لأن ذالك ليس من مقاصد الشرائع.
وورد من نصوص الشريعة الإسلامية ما فحواه : أن الله خلثق السموات و الأرض في ستة أيام. و قد إختلف مسلمون في مقدار هذه الأيام هل هي مثل أيامنا، أم أن اليوم مقداره الف سنة أم أن مقداره خمسون ألف سنة، و لكنهم مع هذا الخلاف يؤمنون بأن الله قادر على أن يخلق ذالك كله فى لحظة. و خلقه لها في ستة أيام إنما كان لحكمة يعلمها لله تعالى.
النقطة الثانية : وهي التي تتعلق بخلق الإنسان، فقد ورد بشأن خلق الإنسان من النصوص المتواترة أن الله تعالى بدأ خلقه من طين و أنه خلق من تراب و من طين لازب ومن سلالة من طين و من حمأ مسنون و من صلصال كالفخار وورد أنه خلق من ماء و أن الله خلق البشر من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء. هذه النصوص يدل ظاهرها على أن الله تعالى خلق الإنسان نوعا مستقلا لابطريق النشوء و المسلمون يعتقدون بذالك.
و النقطة الثالثة : وهي تتعلق بقول النشوئيين بأن الحياة و العقل الإنسان ليسا إلا ظواهر من ظواهر المادة وتفاعلاتها من ناحية، و من ناحية أخرى أن العقل الإنساني إمتداد لعقل حيوان، و لايختلف عنه إلا فى الدرجة فقط.
و خلاصة القول : أن ظواهر نصوص الشريعة الإسلامية المشهور و المتواترة المعول عليها فى العقيدة الإسلامية تفيد : بأن الله خلق العالم، و ما فيه من تنوعات – سواء كان هذا الخلق خاصا بكل نوع على حدة ، أو بواسطة قوانين. قد خلقها الله لتكون نظاما تسير عليه التنوعات في نشأتها.
و تفيد الظواهر هذه النصوص : أن الله تعالي خلق النوع الإنساني خلقا خاصا مستقلا وتفيد ظواهر هذه النصوص : أن الله تعالي خلق النفس الإنسانية بعد أن لم تكن, وأن النفس خالدة, وسثاب وتعاقب. ولكنها لم تتحدث عن النفس الإنسانية والعقل الإنساني من حيث كونهما من نوع يخالف النفس والعقل الحيوانيين, أو كونهما متفقين مع عقل ونفس الحيوان في النوع, ويختلفان عنهما في الدرجة.    


0 komentar:

Posting Komentar

 

Blogger news

Blogroll

About